في الذكرى الثالثة بعد الخمسين… العصبة تصدح من بين التضييق والحنين

نحيي الذكرى 53 لتأسيس العصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان، وقد وصلنا اليوم 316 بدون وصل الإيداع…
———
يا عشّاق الحق في زمن التزييف، ويا رُوّاد الحرية في دروب التحريف؛
يا من نذروا أنفسهم لحراسة الكرامة، وزرعوا في أرض الوطن بُذور العدالة والسلامة.
ها قد أطلت علينا الذكرى الثالثة والخمسين،
كالشمس حين تشرق في كبد السنين.
ذكرى ميلاد العصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان،
حصن الصامدين، وصوت المقهورين، وسراج الحالمين بوطن يصون الكرامة.
منذ أن نطقت العصبة أولى أنفاسها في ربيع الوطن،
وهي ترفع راية الحرية، وتكتب بالتضحية والعرق صفحات العنفوان…
وقفت في وجه الجور، ما انحنت،
وفي زمن القمع، ما خانت، فنطقت بالحق حين صمت الجمع، ودفعت الثمن، دون جزع ولا فزع، بل بعزٍّ وشمم.
كم من مناضل فيها ضحى بالغالي والنفيس لأنه آمن،
وكم من مناضلة حوصرت لأنها لم تساوم، لكن العصبة لم تنكسر، بل ازداد وهجها اشتعالاً، وفي وجه العاصفة، كانت الجدار والظلال.
مع كل سنة تمضي، تزداد العصبة بنضالها عُلوًّا وبهاء،
تُقاوم، تُرافِع، تُصدح بنداء، تدافع عن العامل والمُهمّش، عن المُفقَّر والمُطرود، عن المعتقل ظلماً، وعن الطفل المعنّف، والمرأة المسيجة حقوقها بالقيود.
على مدى خمسة عقود، لم تُقصّر أيادي الظلم في وضع القيود على رسغ مبادراتها، حاولوا إسكات صوتها، بالتضييق والتسويف والمحاصرة، ومنعوها من حقها البديهي في التنظيم،
حرموها من وصل الإيداع، وتوهموا أنهم أوقفوا نبض العزيمة وسيرها السديد.
لكن كيف يُسكت التاريخ؟
كيف تُكسر الروح إن كانت من نار وريح؟
فالعصبةُ وُلدت لتبقى … تنبتُ كالحياة في شقوق الصخر، وتزهرُ في صقيع الشِدة.
ها نحن اليوم، في هذه الذكرى المجيدة، نرفع القبعات، ونبسط الأكفّ بالتقدير الشديد، نُحيي مناضلات ومناضلي العصبة، الذين مروا من هنا أو مازالو صامدين، من الشمال إلى الجنوب،
من الشرق إلى الغرب من صحراء الصمود إلى جبال الأطلس الشامخة شموخ من أيدهم اللهم بنصره في جل معارك الكرامة والحرية والعدالة الاجتماعية.
نُبارك لكل مدافعٍ ومدافعةٍ عن الحقوق والحريات،
لكل من آمن أن الوطن لا يُبنى إلا بالعدل والمساواة،
لكل من صرخ في وجه الطغيان: “الحق لا يُؤجل، والكرامة لا تُشترى”.
#ملتزمون_بالدفاع_عن_حقوق_الإنسان.
#حرية_التنظيم.
#العصبة_المغربية_للدفاع_عن_حقوق_الإنسان.
#سيادة_القانون.
#لا_لتسييس_الإدارة.
#الحق_لا_يموت




