تعنيف أمني لمواطنين بسبب الطوارئ يثير غضباً في المغرب
أثار فيديو تعنيف رجل سلطة لمواطنين في أثناء تطبيق حالة الطوارئ الصحية في المغرب، جدلاً في الأوساط الحقوقية بعد تداول نشطاء، الأربعاء، لمقطع فيديو يوثق اعتداء العنصر الأمني على عدد من الأشخاص بالصفع والركل في منطقة عين حرودة، قرب مدينة الدار البيضاء.
وانتشر مقطع الفيديو انتشاراً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي، وعبّرت هيئات حقوقية مغربية عن استنكارها للطريقة التي تعامل بها رجل السلطة مع المواطنين الذين خالفوا حالة الطوارئ الصحية المفروضة لمكافحة انتشار فيروس كورونا.
ودعا مرصد الشمال لحقوق الإنسان (مستقل) إلى فتح تحقيق إداري وقضائي مع رجل السلطة الذي ظهر في الفيديو، معتبراً أن “ما قام به يبرز شططاً في استعمال السلطة، وانتهاكاً للكرامة، وتعريضاً للتعذيب”.
وأوضح المرصد الحقوقي في بيان وصل إلى “العربي الجديد”، أن “جميع الأفراد لم يظهروا أية مقاومة لمنفذي القانون، كذلك إن قانون الطوارئ الصحية واضح في ما يخص العقوبات المفروضة في حالة خرقها”.
وحذّر المرصد في وقت سابق من أن “يكون إعلان حالة الطوارئ الصحية في المغرب بسبب انتشار فيروس كورونا، وما يتبع ذلك من تدابير، سبباً في انتهاك حقوق الإنسان، بما في ذلك انتهاك الحق في الحياة، والحق في السلامة الجسدية، وتعريض الأفراد للتعذيب، أو للمعاملة أو العقوبة القاسية أو الحاطة بالكرامة، وانتهاك الحق في حرية الفكر والتعبير”.
بدوره، قال رئيس العصبة المغربية لحقوق الإنسان (مستقلة)، عادل تشيكطو، لـ”العربي الجديد”، إن “المجهود الكبير الذي يقوم به رجال السلطة والأمن والدرك والقوات المساعدة لا يمكن إلا أن نصفق له، حيث أبان هؤلاء عن جدية غير مسبوقة في التعاطي مع التعليمات المرتبطة بفرض الحجر الصحي”.
وأضاف تشيكطو: “الفيديو يظهر أن القائد تعامل بإنسانية مع حالات كثيرة لمواطنين رمت بهم الظروف خارج بيوتهم ليلاً، غير أنه في حالات أخرى استعمل العنف وصفع مواطنين. هنا يمكننا القول إن هذا السلوك غير مقبول ومهين، وإن تنفيذ القانون لا يمكن أن يكون إلا بطرق قانونية، وأعتقد أن المكلفين إنفاذ القانون لديهم من التعليمات ما يمنع استعمال العنف”.
وتحدث وزير الداخلية، عبد الوافي لفتيت، عن حالات عنف مسجلة في بعض المدن، بحق مواطنين خلال تنفيذ حالة الطوارئ الصحية، خلال اجتماع لجنة الداخلية في الغرفة الأولى للبرلمان المغربي، أول أمس الاثنين. وقال: “المغاربة اليوم يوثقون أي حدث بهواتفهم، وفي مثل حالتنا هذه، توجد انزلاقات، والله يكون في عونهم يشتغلون 24 ساعة، ويطالبون الناس بالدخول إلى منازلهم، حتى الآباء يضربون أبناءهم حين لا يسمعون إليهم”.
وقبل تسجيل حادث تعنيف المواطنين، برزت خلال الأيام الماضية إشادة برجال الأمن عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وتحول بعضهم إلى مشاهير، مثل “القائدة حورية” في مدينة آسفي، جنوب غرب المغرب، التي أثارت الإعجاب بعتابها للناس، ومطالبتهم بمغادرة الشارع بعد إعلان حالة الطوارئ.