حقوقي مغربي يدعو إلى إيقاف حملة التنمر على “لبؤات الأطلس”
عربي21- سعيدة مليح
قال رئيس العصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان، والنائب البرلماني السابق عن حزب الاستقلال، عادل تشيكيطو، إن لبؤات الأطلس يتعرضن إلى حملة تنمر غير مفهومة وغير مبررة.
ودعا تشيكيطو، في مقابلة خاصة مع “عربي21” إلى وقف حملة التنمر التي تستهدف لبؤات الأطلس، لا سيما وأنها وصلت إلى حد استهداف لباسهن وهاجمت شكلهن وعرضتهن للعنف، بحسب تعبيره.
وتطرق تشيكيطو، خلال المقابلة إلى الوضع الحقوقي في المغرب والتضييق الذي تعاني منه المنظمات الحقوقية بالمملكة، إلى جانب التراجع الكبير في عدد من الضمانات التي تكفلها الحكومة للمواطنين كضمان الحق في الشغل والحق في التعليم والحق في السكن وأيضا الحق في محاكمة عادلة.
وتاليا نص الحوار كاملا:
كيف تنظرون إلى الوضع الحقوقي في المغرب؟
الوضع الحقوقي في المغرب موسوم بمجموعة من التراجعات وترهق الفاعلين به الكثير من الانتظارات والرهانات البنيوية والتشريعية التي يفترض فيها أن تعزز الآليات الحمائية القانونية لمجال حقوق الإنسان.
لا يمكن بأي حال من الأحوال أن ننكر الإصلاحات التي عمت مجموعة من القطاعات بغية ضمان حقوق المواطن، لكن في المقابل هناك نكوص بيّن وتدحرج واضح لقيم حقوق الإنسان لدى بعض المسؤولين، حيث يذهب بعضهم إلى اتجاه خرق القانون ومخالفة التوجهات العامة للدولة، ويرتكب بهذا الفعل مجموعة من الانتهاكات التي تمس الإنسان المغربي في حقوقه.
إن التردي الذي يعيشه المجال الحقوقي مرده إلى التضييق الذي تعاني منه المنظمات الحقوقية التي تجد نفسها في بعض الأحيان محرومة من الحق في التجمع والحق في التأسيس والحق في التعبير، وهو ما يعطل وظيفتها المتجلية في المراقبة والتنبيه والاقتراح. ويوازيه تراجع عدد من القطاعات الاجتماعية في ضمان الحق في الشغل والحق في التعليم والحق في السكن وأيضا الحق في محاكمة عادلة.
في ظل الجدل الدائر (مؤخرا) حول تطبيق عقوبة الإعدام بين مؤيد ومعارض.. ما هو الموقف الذي تتبناه العصبة؟
لقد أكدنا في جل البيانات والتقارير وكذلك خلال المؤتمرات الوطنية أننا مع إلغاء عقوبة الإعدام باعتبارها تمس الحق في الحياة، وهو أسمى الحقوق الأساسية التي أولتها المواثيق الدولية أهمية بالغة من خلال الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والعهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية، وأبرز مكانتها الدستور المغربي.
ومع الأسف هذه القضية لا تجد لها مكانا في ساحة النقاش الوطني إلا في أوقات وقوع جريمة شنيعة، وتحولها إلى قضية رأي عام وطني مشحون عاطفيا بسبب بشاعة الجريمة.
يطرح غياب بعض الأدوية الرئيسية في الصيدليات المغربية خاصة دواء “ليفوثيروكس” الخاص بالغدة الدرقية سؤال غياب الأمن الدوائي الوطني، وغياب خطة لدى الحكومة لتأمين الدواء للمواطنين وحماية صحتهم. كيف تنظرون أنتم إلى هذا الموضوع؟
غياب الدواء المذكور في سؤالك وعدد من الأدوية في الصيدليات المركزية، وغلاء بعضها لدرجة يستحيل على طالبيها أن يصلوا إليها يؤكد على استمرار الفوضى في هذا القطاع وهزيمة سياسات الحكومات المتعاقبة أمام تسلط اللوبيات التي تشتغل في هذا المجال.
وكما هو الحال بالنسبة لمجموعة من المجالات التي يراكم المستثمرون فيها الثروة بسبب مسكهم لخيوط اللعبة، فإن الوزارة حتى الآن، رغم الحملات التي قامت بها مؤخرا، لم تثبت قدرتها على المسك بزمام الأمور، وهذا في حد ذاته يعد مؤشرا على أن مثل واقعة اختفاء الأدوية سيتكرر مرات ومرات.
عقب تأهل لبؤات الأطلس لمراحل متقدمة في كأس العالم للكرة النسائية، ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بجملة من الانتقادات لهن، ما تعليقكم؟
لو تعلق الأمر بالانتقاد التقني للأداء لاعتبرنا أن الأمر عادي، لكن ما تعرضت له لبؤات الأطلس لم يكن انتقادا بل هو حملة تنمر غير مفهومة وغير مبررة لا سيما وأن هذه الحملة قد استهدفت لباسهن وهاجمت شكلهن وعرضتهن للعنف، وأعتقد أن هذه المسألة نفسية مرتبطة بنوازع ذكورية تقليدانية رجعية ما زالت غير قادرة على استيعاب ما يقع اليوم من تغيير في العالم، وفي المجتمع الذي يسعى إلى تمكين المرأة ما تستحقه من مكانة.
وبعد المباراة التي جمعت منتخب لبؤات الأطلس بنظيره الألماني يوم الاثنين الماضي، بمونديال السيدات والتي انتهت بهزيمة المنتخب المغربي بستة أهداف دون رد، تعرضت اللاعبات إلى حملة تنمر واسعة عبر منصات ومواقع التواصل الاجتماعي، بحسب وسائل إعلام مغربية.